رستم مينيخانوف، رئيس تتارستان: "تتارستان تعمل بجد ومثابرة على التعاون الاستثماري مع العالم الإسلامي"

- منتدى قازان هو حدث فريد من نوعه ليس له مثيل في روسيا. ونعرب عن امتناننا لرئيسنا فلاديمير بوتين لحقيقة أن المنتدى قد اكتسب صفة فيدرالية. الهدف الرئيسي للمنتدى هو توسيع تعاون بلادنا مع الدول الإسلامية. إن تطوير التعاون متبادل المنفعة بين روسيا والعالم الإسلامي - هو إحدى الأولويات التي حددتها قيادة البلاد. ونحن ننظر إلى هذا المنتدى كعنصر مهم في العمل الكبير الذي تقوم به مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" التي أترأسها منذ عام 2014. يكشف منتدى قازان عن مجالات عمل جديدة وملحة حقًا. على سبيل المثال، صناعة الحلال، التي تطورت بوتيرة جيدة في السنوات الأخيرة والتي لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به وتعلمه. هذا هو موضوع الشراكة المصرفية - نحن نعمل بنشاط على هذا الإتجاه، سواء مع المركز الفيدرالي أو مع الشركاء في الدول الإسلامية. وهذه، بالطبع، قضايا الخدمات اللوجستية وممرات النقل الدولية، والتي بدأت أهميتها تزداد بشكل كبير خلال الجائحة، وفي ضوء التغيرات العالمية اليوم، فإن لها أولويات خاصة. وسيحضر المنتدى ضيوف ومتحدثون من رابطة الدول المستقلة والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا. ونتوقع أن يزور المنتدى قيادة الاتحاد الروسي، وممثلو السلطات الاتحادية، ورؤساء الأقاليم الروسية، وسفراء دول منظمة المؤتمر الإسلامي. - إلى أي مدى نما دور تتارستان في إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وبلدان العالم الإسلامي والحفاظ عليها على خلفية الوضع الصعب الحالي؟ ما هي المجالات ذات الأولوية بالنسبة لكم؟ ما الشركاء الجدد الذين ظهروا في قائمة الدول المستوردة؟ - لطالما كان التعاون مع العالم الإسلامي أحد العناصر الرئيسية للأنشطة الاقتصادية والدولية الخارجية للجمهورية على الدوام، وفي الظروف الحالية اكتسب أهمية أكبر. والاتجاهات الرئيسية هي الدول الشقيقة الأعضاء في رابطة الدول المستقلة والعالم العربي وإيران وتركيا ودول جنوب شرق آسيا. ومن خلال التعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، وأنشطة مجموعة الرؤية الاستراتيجية لروسيا والعالم الإسلامي وعقد المنتديات الكبرى، تمكنت الجمهورية ليس فقط من الحفاظ على مكانتها في العالم الإسلامي، بل أيضا من زيادة وتيرة التعاون. ويتمثل مجال التفاعل ذو الأولوية في تنمية التعاون التجاري والاقتصادي. وتتارستان، باعتبارها منطقة ذات توجه للتصدير، مستعدة لتقديم أوسع نطاق من المنتجات الصناعية والزراعية. وتمثل رابطة الدول المستقلة حوالي نصف حجم التبادل التجاري مع دول العالم الإسلامي، ولكن خلال العام الماضي تضاعف حجم التجارة مع الدول غير الأعضاء في رابطة الدول المستقلة تقريبًا. وكانت الإمارات العربية المتحدة وتركيا والمغرب من بين الدول الرائدة من حيث نمو حجم التبادل التجاري، حيث زاد حجم التجارة معها بأكثر من 100 ضعف. إننا نولي اهتماماً خاصاً للتعاون الاستثماري. لا يوجد الكثير من المشاريع الاستثمارية مع العالم الإسلامي حتى اليوم كما نود أن يكون، ولكن في الوقت نفسه، يتم القيام بالكثير من العمل الجاد في هذا المجال. - في بداية نوفمبر 2022، التقيتم ب بابا الفاتيكان في البحرين. هل تنوي الحفاظ على التواصل مع البابا؟ هل تخططون لزيارته في الفاتيكان؟ - في نوفمبر 2022، شاركتُ في منتدى البحرين حول موضوع الحوار بين الأديان. التقيت بالبابا فرنسيس على هامش المنتدى. ناقشنا خلال اللقاء قضايا التواصل بين الثقافات والطوائف والحضارات. وتحدثت عن نجاح تتارستان في تشكيل مجتمع الوئام بين المسيحيين والإسلام. البابا ليس قائدًا دينيًا فحسب، بل هو أيضًا قائد سياسي واجتماعي. فسلطته في العالم لا جدال فيها. ونحن نتطلع إلى الحفاظ على الاتصالات مع الفاتيكان وتطويرها. - وفقًا لنتائج التعداد السكاني الأخير لعموم روسيا، انخفض عدد التتار بما يقرب من 600,000 شخص. ما الذي يمكن أن يكون له علاقة بذلك، في رأيك؟ - نعم، هناك نقاش دائر حول التعداد السكاني، خاصة في المجتمعات القومية: فهم يتجادلون حول المنهجية، وحول الأخطاء المرتبطة برقمنة التعداد، ويحسبون عدد المواطنين الذين لم يشيروا إلى جنسيتهم (كم عدد المواطنين الذين لم يتم إحصاؤهم، وليس التتار فقط)؛ و"يبحثون" عن الروس والتتار وممثلي القوميات الأخرى في الـ 16 مليون مواطن روسي الذين لم يشيروا إلى جنسيتهم. ستكون نتائج هذه المناقشات وتحديد أوجه القصور المحتملة مفيدة في التحضير للتعداد السكاني القادم. أصبح تعداد التتار اكثر في تتارستان وأقل في الأقاليم الأخرى. ما هو السبب في ذلك؟ يمكن للعلماء والمتخصصين المتخصصين فقط إعطاء تقييم نوعي. وعلى حد علمي، يتم إجراء مثل هذه التحليلات. الاستنتاج الرئيسي بالنسبة لنا - هو أنه يجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان أن يتمكن أولئك الذين أطلقوا على أنفسهم اسم التتار من الاستمرار في الحفاظ على هويتهم ولغتهم وثقافتهم ونقلها إلى الأجيال القادمة. - تترأسون مجلس إدارة شركة "توبوليف" التي ستقوم بتسليم أول طائرات توبوليف تو-214 المنتجة إلى شركة طيران "يوغا-فوستوك تتارستان" الجوية. متى من المتوقع إبرام أول عقود مؤكدة مع عملاء آخرين لطائرات تو-214: شركة "إيروفلوت" وشركة "ريد وينجز" وشركات طيران أخرى؟ ما هي التكلفة التقديرية لهذه الصفقات؟ - ونرى أنه مع مغادرة الشركات الأجنبية الكبرى السوق الروسية، مما يفتح منافذ وآفاقاً جديدة لصناعة بناء الآلات المحلية، بما في ذلك بناء الطائرات. وتجدر الإشارة إلى أن مصنع قازان للطيران لم يتوقف أبدًا عن إنتاج الطائرة تو-214. فقد تم إنشاء الإنتاج المتسلسل في المصنع، وتم بناء الدورة التكنولوجية بأكملها. إن الأمر يتعلق بحصر أحجام الإنتاج. تم إطلاق عملية توسيع الإنتاج، مع مراعاة الأحجام المخطط لها. ويشمل ذلك، من بين أمور أخرى، تجديد أسطول الأدوات الآلية، وشراء معدات جديدة عالية الأداء، وتصنيع وتركيب نسخ مكررة من معدات المزالق والتجميع، وزيادة الطاقة الإنتاجية لخط التجميع النهائي، وتحديث محطة اختبار الطيران. لزيادة إنتاج طائرات تو-214، تقوم الشركة بتوظيف أخصائيين هندسيين وفنيين وعمال إنتاج رئيسيين. ويجري حاليًا تشكيل مجموعة من العملاء. وعلى وجه الخصوص، تخطط شركة "يوغا-فوستوك تتارستان" الجوية التتارستانية لشراء 4 طائرات. من المقرر تسليم طائرات الدفعة الأولى بتصميم قياسي. وتجري مناقشة التكوين المحدد للطائرة من قبل الشركة المصنعة مباشرة مع المشغل المستقبلي. في المستقبل، من المخطط زيادة معدل الإنتاج والوصول إلى معدل إنتاج 10 طائرات سنوياً، مع إمكانية زيادة الإنتاج إلى 20 طائرة سنويا لاحقاً. سيتم إطلاق عدة دفعات من الطائرات بالتوازي لتلبية احتياجات العملاء الحكوميين والتجاريين على حد سواء. - في الإجتماع السنوي لوزارة الصناعة والتجارة في جمهورية تتارستان في فبراير 2023، توجه إليكم أيرات سافين المدير العام للشركة المساهمة العامة "قازان أورغ سينتيز" بطلب دعم مبادرة زيادة الطاقة الإنتاجية للإيثان في مصنع الهيليوم التابع للشركة المساهمة العامة "غازبروم" في مدينة "أورينبورغ" لتلبية احتياجات شركة "قازان أورغ سينتيز". كيف يسير الحوار مع شركة "غازبروم" بشأن هذه المسألة؟ هل تدعم شركة "غازبروم" مشروع زيادة الطاقة الإنتاجية للإيثان؟ - سيظل تقديم الدعم لمؤسسات جمهوريتنا، خاصةً فيما يتعلق بمواصلة تطويرها، أولوية بالنسبة لنا. "قازان أورغ سينتيز" هي واحدة من الشركات الرائدة في الصناعة الكيميائية الروسية ومجمعاً صناعياً مهم استراتيجيًا بالنسبة لتتارستان. ومن هذه المؤسسة على وجه التحديد قبل 60 عامًا بدأ تاريخ الصناعة الكيميائية - النفطية والغازية في الجمهورية. اليوم تم دمج شركة "قازان أورغ سينتيز" في هيكل شركة المساهمة العامة القابضة "سيبور"، التي نعمل معها بنشاط على تنفيذ مشاريع الشركة الاستثمارية في الجمهورية. يُعد تزويد شركة قازان ورجسينتيز بالإيثان إحدى القضايا الرئيسية لزيادة حجم الإنتاج. يبلغ الطلب الفعلي على الإيثان حوالي 780 ألف طن سنويًا. وفي عام 2022، تم إنتاج حوالي 580,000 طن من جزء الإيثان، ومن المخطط إنتاج 550,000 طن لهذا العام. والمورّدان الرئيسيان هما مصنع أورينبورغ للهيليوم التابع لشركة المساهمة العامة "غازبروم" ومصنع "مينباييفسكي" الحكومي التابع لشركة تاتنفت. وفي الوقت نفسه، الزيادة في إمدادات الإيثان إلى "قازان أورغ سينتيز" في المقام الأول يرتبط بالقدرة الإنتاجية لخط أنابيب الإيثانول الرئيسي "مينباييفو-قازان" الذي تم تشغيله في عام 1973. في سبتمبر 2022، قامت شركة "غازبروم ترانس غاز قازان"، من أجل زيادة أحجام نقل الإيثان عبر خط أنابيب الإيثان الرئيسي "مينباييفو – قازان" بتطوير مبرر السلامة للمنشأة لزيادة الطاقة الاستيعابية من 480 ألف طن سنويًا من الطاقة المصممة إلى 550 ألف طن سنويًا دون الخروج عن المعايير الفنية الحالية. لا يمكن زيادة حجم إمدادات الإيثان إلى المؤسسة من خلال خط أنابيب الإيثان المذكور أعلاه إلا بعد إعادة بنائه (استبدال الأنابيب التي يبلغ قطرها 530 مم بأنابيب قطرها 720 مم)، مما يسمح بزيادة الطاقة الإنتاجية. نحن نقوم بالعمل ذات الصلة فيما يخص هذه المسألة مع شركة المساهمة العامة "غازبروم " والشركة المساهمة العامة "سيبور القابضة". في المستقبل القريب، وفي إطار مجموعة عمل شركة "سيبور" ذات المسؤولية المحدودة، نخطط لإعداد قرارات بشأن قضايا الأراضي والممتلكات وتخطيط المدن المتعلقة بالقيود المفروضة على تطوير خطوط الأنابيب هذه والتي تؤثر على تطوير مرافق شركة "قازان أورغ سينتيز" ، وكذلك بشأن التشغيل المستمر لهذه الأصول المملوكة لشركة المساهمة العامة "سيبور القابضة" في جمهورية تتارستان والشركات التابعة لدائرة شركة المساهمة العامة "غازبروم". نحن نبقي هذا الأمر تحت السيطرة وسنقدم الدعم الكامل لحلها وزيادة نمو الإنتاج لشركة المساهمة العامة "قازان أورغ سينتيز" وتنفيذ المشاريع الإستثمارية. المصدر: "إنترفاكس – روسيا"