رستم مينيخانوف في الجلسة العامة لمنتدى قازان 2023: من المهم استخدام "منتدى قازان" لمناقشة نماذج جديدة للتعاون الدولي في مجال الأعمال

رستم مينيخانوف في الجلسة العامة لمنتدى قازان 2023: من المهم استخدام "منتدى قازان" لمناقشة نماذج جديدة للتعاون الدولي في مجال الأعمال

تحدث اليوم رئيس جمهورية تتارستان السيد رستم مينيخانوف في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الدولي الرابع عشر "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان 2023": "اقتصاد الثقة: الشراكة بين روسيا الاتحادية ودول منظمة التعاون الإسلامي". أقيمة الفعالية في المركز الدولي للمعارض " قازان إكسبو" (قازان، تتارستان). وكان البث الإلكتروني للجلسة العامة متاحاً على الموقع الإلكتروني للمنتدى. كما تم تنظيم بث على قناة روسيا 24 التلفزيونية. كلمة رئيس جمهورية تتارستان السيد رستم مينيخانوف: بسم الله الرحمن الرحيم! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أصدقائي الأعزاء! يسرني أن أرحب بكم في المنتدى الاقتصادي الدولي الرابع عشر "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان 2023". إنه لشرف عظيم ومسؤولية كبيرة لنا أن نستضيف المشاركين والضيوف في هذا الحدث الدولي الكبير في قازان. نتقدم بالشكر لرئيس روسيا الاتحادية فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين على ثقته ودعمه الثابت للتعاون بين روسيا وشركائها من الدول الإسلامية على المستوى الإقليمي، ولمارات خوسنولين وجميع الوزارات والوكالات الفيدرالية على عملهم الدؤوب في تنظيم هذا الحدث، ولضيوفنا وشركائنا الأجانب والروس الموقرين على مشاركتهم ومساهمتهم في محتوى برنامج المنتدى. كما نعرب عن امتناننا لقادة الأقاليم الروسية؛ وممثلي رجال الأعمال؛ والدبلوماسيين؛ والشخصيات الدينية؛ والمنظمات العامة؛ ووسائل الإعلام؛ وجميع من شارك في التحضير لمنتدى قازان. لعبت المبادرة الشخصية للرئيس بوتين الذي كان قبل 20 عامًا أول رئيس دولة روسي يحضر اجتماعًا لمنظمة التعاون الإسلامي دورًا كبيرًا في تطوير التعاون متعدد الأوجه مع الدول الإسلامية. أدلى بوتين، وهو أول رئيس دولة روسي يحضر اجتماعًا لمنظمة التعاون الإسلامي قبل 20 عامًا، بعدد من التصريحات التاريخية. فقد تحدث عن الآفاق الاستراتيجية للتعاون بين روسيا والعالم الإسلامي؛ وعن نية روسيا أن تصبح عضواً في منظمة التعاون الإسلامي. روسيا اليوم عضو مراقب في منظمة التعاون الإسلامي، والمنظمة نفسها هي أهم مؤسسة مشتركة بين الدول في العالم الإسلامي. وتحدد الطبيعة المتعددة الأعراق والطوائف في روسيا أهمية العامل الإسلامي في الحياة الداخلية للبلاد. فالأمة الإسلامية في روسيا، التي يزيد تعدادها عن 20 مليون نسمة، تتألف إلى حد كبير من ممثلي الشعوب الأصلية التي اعتنقت الإسلام منذ قرون. وقد أقيمت في العام الماضي احتفالات واسعة النطاق على شرف اعتماد بلغاريا الفولغا للإسلام كدين للدولة قبل 1100 عام. حيث وتتطابق مواقف الاتحاد الروسي والدول الإسلامية اليوم في العديد من قضايا التنمية العالمية. إن تعاوننا في سياق عدم الاستقرار العالمي يلعب دورا هاما في إقامة نظام عالمي عادل مع تنوع الثقافات والقيم. وأهم عناصر التعاون هو التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري. فالاقتصاد الإسلامي هو الجزء الأهم في الاقتصاد العالمي. ويتزايد وزنه في التجارة الدولية كل عام. من المهم أن يلاحظ المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية أن دول الحضارة الإسلامية الصديقة أصبحت مهمة أكثر وهم شركاء موثوقين لبلادنا في ضمان الأمن والاستقرار وحل المشاكل الاقتصادية على المستويين العالمي والإقليمي. وتسعى روسيا إلى تعزيز التعاون الشامل ذي المنفعة المتبادلة مع الدول الأعضاء في المنظمة، مع احترام نظمها الاجتماعية والسياسية وقيمها الروحية والأخلاقية التقليدية. وفي ظل الظروف الحالية، من المهم زيادة حجم التبادل التجاري المتبادل؛ وإعادة هيكلة السلاسل اللوجستية لتوريد السلع بشكل معقول، بما في ذلك إعادة هيكلة تدفقات الصادرات؛ والعمل على إحلال الواردات وتعزيز السيادة التكنولوجية في البلدان؛ وتحسين عمل ممرات النقل الدولي؛ وتنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة. وفي هذا الصدد، يعتبر منتدى قازان فريد من نوعه. فهو منصة حيث يمكن للمشاركين والضيوف مناقشة هذه القضايا والعديد من المقترحات الأخرى. منذ 14 عامًا وهو يضم ممثلين عن المنظمات الدولية والسلطات الحكومية والمؤسسات المالية والبعثات الدبلوماسية والبرلمانيين وكبار المستثمرين وكبار مديري الشركات الروسية والأجنبية. وطوال كل هذه السنوات، كان هذا المنتدى يقوم بمهام مثل وضع توصيات لتحديد الآفاق الاستراتيجية لتطوير العلاقات الاقتصادية والعلمية والتقنية والاجتماعية والثقافية الدولية بين المشاركين في المنتدى؛ وتعزيز تعزيز العلاقات بين دوائر الأعمال في روسيا ورابطة الدول المستقلة وبلدان منظمة التعاون الإسلامي؛ وجذب كبار الخبراء العالميين للمناقشة المشتركة للمشاكل الاقتصادية والسياسية الراهنة؛ وضع توصيات ومبادرات تشريعية تهدف إلى حل المشاكل في مجال عمل مؤسسات النظام المالي الإسلامي واقتصاد الاتحاد الروسي؛ وتنظيم تبادل الخبرات حول الممارسات الناجحة في تنفيذ المشاريع المالية؛ وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى اقتصاد المناطق الروسية. برنامج عمل هذا المنتدى ثري للغاية. وموضوعه الرئيسي هو "الشراكة بين الاتحاد الروسي وبلدان منظمة التعاون الإسلامي في ظروف من الثقة والاحترام المتبادل". وبالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 150 فعالية حول مواضيع الساعة مثل التعاون الدولي؛ والتمويل الإسلامي؛ وصناعة الحلال؛ والتكنولوجيا؛ والابتكار؛ والاستثمار؛ والصناعة؛ والتنمية المستدامة؛ ورؤية المرأة؛ والخدمات اللوجستية. "منتدى قازان" - هو أداة اقتصادية فعالة لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، التي أترأسها بناءاً على تكليف من رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين. وتسترشد أنشطتها بشعار تطوير التعاون بين روسيا الاتحادية والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وقد عقدنا اجتماعًا آخر للمجموعة اليوم في قازان. بلغ حجم سوق التقنيات المالية الإسلامية في دول منظمة التعاون الإسلامي في عام 2021 ما مجموعه 79 مليار دولار أمريكي. وهذا يمثل 0.8 في المائة فقط من معاملات التكنولوجيا المالية العالمية. ومع ذلك، من المتوقع أن تنمو تكنولوجيا المالية الإسلامية إلى 179 مليار دولار بحلول عام 2026. تتمتع روسيا بآفاق كبيرة في تطوير الاقتصاد الإسلامي. وبالتالي، فإن صناعة الحلال تتطور بنشاط - الأغذية والسياحة والأدوية وغيرها من المجالات؛ وهناك أمثلة إيجابية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي لا تقتصر على المسلمين فحسب، بل تتوجه إلى جمهور أوسع؛ كما أن التمويل الإسلامي آخذ في التطور. ما ان العمل جار بجد في هذا الاتجاه. في ديسمبر من العام الماضي، أقر مجلس الدوما في روسيا في القراءة الأولى مشروع قانون بشأن إجراء تجربة حول تمويل الشراكة في 4 مناطق في روسيا اعتبارًا من 1 فبراير 2023: تتارستان وداغستان والشيشان وباشكورتوستان. تم تصميم التجربة لمدة عامين مع إمكانية تمديدها وتوسيعها لتشمل مناطق أخرى. وسيقوم المشاركون بإجراء المعاملات المالية وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية. وفي شهر ديسمبر من العام الماضي أيضًا، تم افتتاح مكتب سبير في قازان، وهو مكتب متخصص في تقديم الخدمات القائمة على مبادئ التمويل الإسلامي. ويخدم المكتب كلاً من عملاء التجزئة والشركات. واليوم، يقدم البنك خدمات منتجات تمويل الشركاء (المضاربة (نظير إدارة الأصول)، وطرق الاستثمار الحلال، والتمويل التجاري، والضمانات المصرفية، وحسابات الدفع والحسابات الجارية، وخدمات النقد والتسوية، وما إلى ذلك). إلى جانب التمويل الإسلامي، أصبحت الأجندة التكنولوجية مهمة اليوم. فالتقنيات المتقدمة لا تشكل فقط مستوى المعيشة والتنمية الصناعية والاقتصاد الرقمي؛ بل تضمن أيضًا سيادة الدولة. وفي الوقت نفسه، يتطلب تطوير صناعات مثل الإلكترونيات الدقيقة والاتصالات السلكية واللاسلكية والفضاء استثمارات تتجاوز قدرات بلد واحد. ولذلك، من المهم الآن استخدام منتدى قازان لمناقشة نماذج جديدة للتعاون الدولي في مجال الأعمال التجارية التي من شأنها أن تساعد في الحد من الضعف التكنولوجي لكل بلد. ونحن نعمل بنشاط لتوسيع نطاق التعاون مع العالم الإسلامي في مجالات العلوم والتعليم والثقافة والرياضة والسياحة. وقد احتفلنا العام الماضي بالذكرى السنوية الـ 1100 لإعتناق الإسلام في منطقة البولغار وحوض الفولغا على نطاق وطني. أُختيرت عاصمتنا قازان عام 2022 كعاصمة للشباب في منظمة التعاون الإسلامي. وكان الحدث الرئيسي لهذا العام هو القمة العالمية للشباب. وجمعت الفعاليات رواد الأعمال الشباب والعلماء والدبلوماسيين والشخصيات الثقافية من 70 دولة. أنا واثق من أن العمل المشترك بين منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي والحركة الجديدة لعموم روسيا للأطفال والشباب "حركة الأوائل" سيقدم مساهمة إنسانية مهمة في بناء عالم متعدد الأقطاب ومستدام قائم على قيم الاحترام المتبادل والتنوع الثقافي. السيدات والسادة الأعزاء! في ختام كلمتي، أود أن أشكر جميع المشاركين والضيوف الكرام في منتدى قازان على مشاركتهم الفعالة في أعمال هذا الحدث المهم، وأتمنى لكم إقامة طيبةو موفور الصحة والازدهار وتحقيق مشاريع مشتركة جديدة. فقط معًا وفي ظروف من الثقة والاحترام المتبادل سنكون قادرين على مواجهة تحديات العصر الجديد وحل جميع المشاكل التي تضعها الحداثة أمامنا. قسم الإعلام لرئيس جمهورية تتارستان