رستم مينيخانوف في اجتماع الجلسة المستديرة حول ممر النقل الدولي "الشمال – الجنوب": ممر "الشمال – الجنوب" عنصر أساسي في إطار النقل في أوراسيا

عُقدت اليوم الجلسة النقاشية المستديرة "تطوير ممر النقل الدولي "الشمال - الجنوب" في إطار المنتدى الاقتصادي الدولي الرابع عشر "روسيا - العالم الإسلامي: منتدى قازان 2023". عُقدت الفعالية في المركز الدولي للمعارض "قازان إكسبو". حضر الجلسة مارات خوسنولين، نائب رئيس الوزراء الروسي، وإيجور ليفيتين مساعد الرئيس الروسي، ورستم مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان. وكما أشار مارات خوسنولين عند افتتاحه الجلسة المستديرة، فإن تطوير ممر النقل هو أحد الأولويات القصوى لبلدنا اليوم، والتي حددها رئيس البلاد فلاديمير بوتين. وشدد على أن طرق منطقة بحر قزوين وجنوب وجنوب شرق آسيا ودول الخليج العربي كانت دائمًا أولوية بالنسبة للاتحاد الروسي. "لقد تغير الوضع الجيوسياسي في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وعلينا إعادة بناء طُرق الخدمات اللوجستية، ونحن نشارك بنشاط في هذا الأمر. نحن نعتقد أنه بحلول عام 2025، يجب أن يتضاعف معدل حركة نقل البضائع في هذا الاتجاه إلى 30 مليون طن على الأقل. وبحلول عام 2030 - إلى 35 مليون طن. نحن نعمل باستمرار على زيادة حجم التبادل التجاري بين الدول الصديقة - قال مارات خوسنولين. - ونحن بالتأكيد مهتمون بتطوير ممر النقل هذا". وبدوره، قال رستم مينيخانوف، رئيس تتارستان، إن ممر النقل الدولي "الشمال – الجنوب" هو عنصر أساسي في إطار تطوير حركة النقل في أوراسيا. "يكتسب ممر النقل أهمية خاصة بالنسبة للاتحاد الاقتصادي الأوراسي باعتباره ممرًا بديلاً مهمًا للتنمية الاقتصادية وكرد على النفوذ الاقتصادي والسياسي للاتحاد الأوروبي. وقد أبدت الدول الواقعة على طول محور "الشمال – الجنوب" اهتمامًا بالانخراط مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي منذ مايو 2018، عندما تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع إيران. وتجري مفاوضات تجارة حرة مماثلة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والهند. وهناك أيضًا اهتمام من دول أخرى في جنوب آسيا والخليج العربي. وبالإضافة إلى ذلك، هناك إمكانية كبيرة لربط الممر بين الشمال والجنوب بطرق نقل واسعة"، - قال رستم مينيخانوف. كما أشار إلى أن إطلاق ممر "الشمال-الجنوب" يسهم في إنشاء نظام النقل واللوجستيات الإقليمية الكلية - هيكل النقل الأوراسي.. وهذا بدوره يرسي الأسس لتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية داخل أوراسيا ويلبي المصالح الاقتصادية طويلة الأجل للعديد من دول القارة الأوراسية، لا سيما تلك الدول غير الساحلية. واليوم، يكتسب تحول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي إلى الجنوب والتفعيل المبكر لممر النقل الدولي "الشمال – الجنوب" أهمية خاصة في ضوء التحولات الجيوسياسية العالمية الدراماتيكية والحاجة إلى إعادة تشكيل نُظم التوريد في أوراسيا. وبالإضافة إلى توسيع نطاق التجارة، فإن تطوير ممر النقل سيحفز بناء الموانئ الجافة والمجمعات الصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة على طول طرق النقل. وسوف يسهل التعاون في إنتاج السلع والخدمات ويسرّع إنشاء سلاسل إنتاج وخدمات لوجستية جديدة بين أعضاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والدول النامية الرئيسية في الخليج العربي والمحيط الهندي، بما في ذلك إيران والهند وباكستان. "كما تعلمون، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا العام على مفهوم جديد للسياسة الخارجية للبلاد. وينص، على وجه الخصوص، على أن روسيا تسعى إلى تحويل أوراسيا إلى فضاء قاري واحد، - ذكر رستم مينيخانوف. ولتحقيق ذلك، من المفترض أن يتم تعزيز الترابط الاقتصادي والنقل في أوراسيا، بما في ذلك من خلال الإطلاق المبكر لممر النقل الدولي "الشمال - الجنوب". وأشار رستم مينيخانوف على أن هناك الكثير من المشاكل التي لا تزال تعوق تطوير هذا الاتجاه. ولا تقتصر هذه المشاكل على المشاكل التقنية والاقتصادية التي لم يتم حلها فحسب، بل أيضاً المشاكل السياسية المتعلقة بالعلاقات غير المتكافئة بين عدد من الدول بعضها مع بعض، فضلاً عن المشاكل الأمنية وغيرها من العوامل المثبطة. "تتارستان مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة في تنفيذ المشروع، للاندماج في نظام النقل الدولي هذا. خلال رحلاتنا واجتماعاتنا الخارجية، يتم دائمًا مناقشة موضوع ممرات النقل والخدمات اللوجستية. في العام الماضي قمنا بزيارة إلى إيران ورأينا مدى اهتمام الجانب الإيراني بتطوير هذا الاتجاه. ويمكن قول الشيء نفسه عن تركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان. لذلك، فإن هذه القضايا هي الأكثر أهمية". أعرب رستم مينيخانوف عن ثقته في أن ممر النقل "الشمال – الجنوب"، إذا تم تطويره بشكل صحيح، سيصبح أحد العناصر الرئيسية للخدمات اللوجستية للنقل في أوراسيا، ومن الضروري اليوم العمل بنشاط أكبر في هذا الاتجاه.